يستعرض المقال رحلة شخصية مايك إيرمنتراوت في عالمي Breaking Bad وBetter Call Saul، حيث تبدأ رحلته كشخص عادي ثم يتحول إلى أحد أكثر الشخصيات المحورية تعقيدًا. يتم تسليط الضوء على كيفية “بيع” مايك لنفسه للشيطان، أي جوس فرينج، مقابل هدفه الوحيد: تأمين مستقبل حفيدته.

نشأة شخصية مايك في عالم Breaking Bad
إضافة غير مخططة: لم يكن من المخطط أن يكون لمايك دور كبير، ولكنه أُضيف بسبب غياب الممثل بوب أودينكيرك (سول جودمان)، مما دفع صُنّاع المسلسل لاختراع شخصية جديدة لملء الفراغ.
نجاح غير متوقع: الجمهور وقع في حب الشخصية بسبب الأداء المتقن لـ جوناثان بانكس، مما دفع الكُتّاب إلى توسيع دوره ليصبح أحد الشخصيات الرئيسية.
توسع دوره في Better Call Saul: بفضل شعبيته، أصبح مايك شخصية أساسية في مسلسل Better Call Saul، حيث تم استكشاف ماضيه وتطور شخصيته بالتفصيل.
الكود الأخلاقي لمايك: هل هو شخص جيد أم شرير؟

مايك ليس مجرد قاتل مأجور، بل يتبع كودًا أخلاقيًا صارمًا:
لا يقتل الأبرياء: يؤمن بأن المدنيين يجب أن يكونوا خارج صراعات العالم الإجرامي.
التنظيم والانضباط: يكره العشوائية ويؤمن بالنظام داخل عالم الجريمة.
الوفاء بالوعود: دائمًا ما يلتزم بتعاقداته ولا يخون من يعمل معهم.
رغم ذلك، لا يمكن اعتباره شخصًا أخلاقيًا تمامًا، حيث انتهى به المطاف ينفذ أوامر فرينج بلا مقاومة.
رحلة سقوط مايك إلى عالم الجريمة

الدافع الرئيسي: كان السبب الرئيسي لدخوله عالم الجريمة هو تأمين مستقبل حفيدته، وليس الطمع أو حب السلطة مثل والتر وايت.
بداية العداء مع هيكتور سلامنكا:
- هيكتور قتل أحد الأبرياء، مما أثار كراهية مايك له.
- في البداية، لم يكن مايك يخطط للبقاء في هذا العالم، لكنه تورط شيئًا فشيئًا.
تعاملاته مع جوس فرينج:
- رفض في البداية العمل معه، لكنه قبل لاحقًا بسبب حاجته لغسيل الأموال.
- تدريجيًا، أصبح جزءًا من منظومة فرينج دون أن يدرك أنه يفقد استقلاليته.
لحظة انهياره التام كانت عند قتله لفيرنر، حيث أدرك أنه لم يعد الشخص الذي كان عليه من قبل.
التحول النهائي: كيف أصبح مايك عبدًا للشيطان؟

ضياع هويته
- بدأ كشخص منضبط يضع لنفسه حدودًا أخلاقية، لكنه تخلى عن مبادئه شيئًا فشيئًا
- تحول من مجرد رجل يبحث عن المال إلى شخص مهووس بالهروب من واقعه المؤلم
السيطرة الكاملة لجوس فرينج
- بعد فقدانه السيطرة على نفسه، وجد في جوس “مرشدًا” يقوده، رغم أنه كان يدرك أنه يستغله.
- جوس تعمد عزله تمامًا وجعله يعتمد عليه في كل شيء
النهاية المحتومة
- رغم كل ما فعله، ظل مايك يشعر بالندم، لكنه لم يستطع الخروج من دائرة العنف والجريمة
- في النهاية، تقبل مصيره دون مقاومة، وقرر الاستمرار في خدمة فرينج حتى النهاية.
كيف ساهمت قرارات مايك في مصيره النهائي في المسلسل؟
رحلة مايك إيرمنتراوت في عالم Breaking Bad وBetter Call Saul لم تكن مجرد سلسلة من الأحداث العشوائية، بل كانت نتيجة مباشرة للقرارات التي اتخذها على مدار حياته. يمكن تقسيم تأثير قراراته على مصيره النهائي إلى عدة مراحل أساسية:
1️⃣ الدخول إلى عالم الجريمة: البداية غير المقصودة
القرار: قرر مايك دخول عالم الجريمة لتوفير المال لحفيدته بعد وفاة ابنه.
النتيجة: وضع نفسه في طريق لا رجعة فيه، حيث بدأ بتقديم خدمات صغيرة كمجرم محترف
التأثير على المصير النهائي: هذا القرار وضعه على مسار لا يستطيع الخروج منه، حيث تسببت حاجته المستمرة إلى المال في ارتباطه بالمنظمات الإجرامية الكبرى.
2️⃣ الصدام مع هيكتور سلامنكا
القرار: سعى للانتقام من هيكتور سلامنكا بسبب قتله لشخص بريء، ولكنه لم ينفذ خطته في النهاية.
النتيجة: أدى ذلك إلى تورطه مع جوس فرينج، الذي قدم له حماية ودخل في تعاملات معه.
التأثير على المصير النهائي: لو لم يقرر مواجهة هيكتور، لما احتاج لاحقًا إلى اللجوء إلى جوس فرينج، والذي أصبح السبب الرئيسي في سقوطه التام.
3️⃣ التحالف مع جوس فرينج
القرار: وافق على العمل مع جوس بعد أن احتاج إلى وسيلة لغسيل الأموال.
النتيجة: دخل في شبكة أكثر تعقيدًا من العلاقات الإجرامية، حيث بدأ بتنفيذ مهام ذات خطورة أعلى
التأثير على المصير النهائي: هذا القرار جعله يفقد استقلاليته تدريجيًا، حيث أصبح تابعًا لفرينج بدلاً من كونه شخصًا حرًا
4️⃣ قتل فيرنر زيج
القرار: قرر قتل فيرنر زيج، المهندس الذي عمل على بناء المختبر، بناءً على أوامر فرينج.
النتيجة: تدمير نفسيته بشكل كامل، حيث بدأ يفقد سيطرته على نفسه وأصبح مدمنًا على الشرب
التأثير على المصير النهائي: كانت هذه اللحظة نقطة تحول رئيسية، حيث أصبح ينفذ أوامر فرينج دون تفكير، مما أدى إلى ضياع هويته تمامًا.
5️⃣ التخلي عن محاولاته للسيطرة على مصيره
القرار: استسلم تمامًا لفرينج، متخليًا عن أي مقاومة لرغباته وأوامره.
النتيجة: أصبح مجرد أداة في يد فرينج، ولم يعد قادرًا على اتخاذ قراراته الخاصة.
التأثير على المصير النهائي: هذه المرحلة النهائية جعلته يفقد أي أمل في الخروج من عالم الجريمة، مما أدى إلى موته في النهاية ضمن أحداث Breaking Bad.
الخلاصة: هل كان لمايك خيار آخر؟
يمكن القول إن مصير مايك كان نتيجة مباشرة لقراراته، لكنه كان دائمًا يبرر لنفسه أنه يقوم بما يجب فعله لتأمين مستقبل حفيدته.
ومع ذلك، لو كان قد اتخذ قرارات مختلفة في المراحل المبكرة، مثل رفض التعاون مع فرينج أو البقاء بعيدًا عن العنف، لربما كان بإمكانه تجنب السقوط الكامل.
لكن في النهاية، كما هو الحال مع معظم شخصيات Breaking Bad، كان من المستحيل عليه الهروب من المصير الذي صنعه بنفسه